أريد أنا أنام نوم ذلك الطفل
الذى يريد أن يتمزق قلبه
فى أعالى البحار
"لوركا"

.

.

الاثنين، 15 سبتمبر 2014

الرسالة الثالثة إلى أمانى

كيف تكتبين و ذهنك مشتت رسالة بهذا القدر من الجمال ؟ ، إنها أجمل رسالة . أعترف لك إننى فى البداية تقبلت كتابتك ببعض الحرج ، وجدت أنها مزدحمة بخيال مرتبكٍ فقير و بعيدة عن البساطة. على الرغم من هذا ، فإن من قلب هذه الزحمة شعرت بجزء ٍ أصيل ، دفعنى لأقرأ كل ما أقابله تحت صورتك حتى و لو كان طويلا .
.
لست فى حاجة لأن أعدل نقدى بمدحٍ أكبر ، فاستفاضتى فى رسائلى إليك هو أكبر دليل على أننى أحفر بشغف لاستبطان هذا الجزء الأصيل عبر رسائلك المنتظرة .
لقد حركَتْ قلبى بساطة وصفك لأمير الأيام الأربع ، و سلاسة اعترافك بأنك مراهقة حمقاء . أقسم أن قلبى تحرك لهذه اللفتة الصادقة . كانت حماقتك تغرق الرسالة ، و تسيل منها سائلا ورديا شفافا .
أشعر بنشاطك و أحسدك عليه ، الآن أنا فى أقصى درجات الفراغ الممكنة ، أفكر بتطرف فى الاحتمالات ، فقط و أنا مُلقىً على السرير: فى العمل القادم ، الدراسة ، اللغات التى يجب أن أتقنها ، السفر ، ساعات النوم ، و القدر المناسب من الطعام الذى يجب أن أظبط حياتى عليه ، كل هذا القلق المتطرف من إيقاع حياتى القادمة ، و الذى يجب أن يكون مضادا لإيقاع هذا الفراغ ، لم يجعلنى حتى أخطو خطوة ً للأمام . و كعادتى أنتظر شيئا مُلهما أعلم أنه لن يدوم طويلا . إننى ربما عكسك ، لا أبدع وأنا مشتت ، طاقة الإبداع تتولد عندى من قلب الخمول و الاسترخاء . ربما خلق الله الناس صنفين فى هذا . و لذلك فأنا أرهب البعد عن الاسترخاء ، أخاف النشاط الزائد يُبعدنى عن صورتى المحببة التى أتمسك بها بكل كيانى ، على الرغم من سوء شكل و رائحة هذا الكسل الثقيل المتراكم على نفسه !
.
الجزء الأصيل الذى حدسته وسط ارتباكك ، ربما يكون فى الإحساس بهذا المنحدر الزلق الذى سيفلت منه اعترافك الوشيك . طاقة الاعتراف واضحة على وجهك . إننى أغنى إلى هذه الهالة ! .
.
كيف حُرمتِ من الأسرة ؟
.
أتمنى أن تنجحى و تنيرى دوما القاهرة بالتواجد فيها
اكتبى إلىّ و أنتِ مشتتة
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق